الأحد، 29 مارس 2009

جادك الغيث إذا الغيث همى


هذه القصيدة المشهورة لشاعر أندلسي شهير لقب بـ ذي الوزارتين ،هو ( لسان الدين محمد بن الخطيب ) يعارض فيها قصيدة (ابن سهل الأندلسي ) والتي ذكر مطلعها في نهاية قصيدته هذه ...

وتلك القصيدة المشار إليها والتي عارضها بهذه القصيدة الجميلة هي أيضا موشح جميل ولكن قصيدة ابن الخطيب فاقتها شهرة ..

ولعلَّ ما أكسب الموشح الجميل تلك النكهة المميزة هو صوت فيروز المخملي التي صدحت ببعض أبياتها .......

مطلع هذه القصيدة كان والدي رحمه الله تعالى يردده كلما خلا بنفسه وقد سمعته منه وأعجبني ... وهو ما قادني إلى عالم الموشحات الجميل .....

جــادك الغـيث إذا الغـيث هـمى ~ يــازمــــان الــوصل بالأندلس
لــم يــكن وصــلـك إلا حــلـمـــا ~ في الكـرى أو خلسة المختلس

***
إذ يقـــود الدهر أشتــات المنى ~ ننقل الخـطـو على مـا ترسم
زمـــــراً بين فــرادى وثـنـــــا ~ مثلما يدعو الحجيج الموسم
والحيــا قد جلل الروض سنـــا ~ فـثـغــور الـزهــر فيــه تبسم

***
وروى النعــمان عـن مــاء السما ~ كيف يـروي مالكِ عـن أنـس
فـكـســـاه الحسـن ثــوباً مـعـلـمــا ~ يــزدهي منـه بـأبـهى ملـبس

***
في ليــالٍ كتمت ســر الهـــوى ~ بالـدجى لـولا شـمـوس الغــرر
مــال نجـم الكأس فيها وهـوى ~ مستـقـيـم السـير سعــد الأثـــر
وطــرٌ مـا فيه مـن عـيب سوى ~ أنـــه مـــر كـلـمــح الــبــصــر
حين لـذ النــوم شيئـاً أو كـمــا ~ هـجــم الصبح هجــوم الحرس
غــارت الشهـب بنــا أو ربمــا ~ أثـَّـرت فـينــا عـيون الـنرجس

***
أي شيء لامرئ قد خلصا ~ فيكون الروض قـد مُكـِّن فـيـه
تنهب الأزهار فيه الفرصا ~ أمـنت مـن مـكـره مــا تتقـيــه
فإذا الماء تَناجى والحصـا ~ وخــلا كـل خـليــل بــأخـــيــــه
تبصر الورد غيوراً برمــا ~ يكتسي مـن غـيظـه ما يكتـسي
وتـرى الآس لبيـبـاً فهمــا ~ يســرق السمع بـــأُذنيْ فــرسِ

***
يــاأهيـل الحي مـن وادي الـغـضــا ~ وبـقــلــبي مـسـكـن أنتـم بــه
ضاق عن وجهي بكم رحب الفضا ~ لا أبـالي شـرقــه مـن غـربـه
فــأعـيدوا عـهـد أنـس قــد مـضـى ~ تعـتـقـوا عـبدكــم مـن كـربـه
واتقـــُّـوا الله وأحيـــوا مغرمــاً ~ يتلاشى نفســــاً في نفـــسِ
حبــس القلـــب عليكـم كرمــــا ~ أفترضون عفـــــاءً الحبــس

***

وبـقـلـبـي مـنـكـــم مُـقــتــــرب ~ بــأحاديث المـنى وهـــو بعـــي
قـمــرٌ أطـلـع مـنــه الـمغــرب ~ شـقـوة المضنى به وهـو سعيد
قــد تسـاوى محسن أو مـذنب ~ في هـــواه بين وعـــد ووعــيـد
أحــور المقـلة معسـول اللمى ~ جــال في النفـس مجـال النفـس
سـددَّ السَّهـم فـأصمى إذ رمى ~ بـفـــؤادي نـبـلـة الـمــفــتــرس

***
إن يكـن جـــار وخــاب الأمـل ~ فـفـؤاد الصـب بـالشـوق يذوب
فـهــو للـنفـــس حـبـيـب أول ~ ليس في الحب لمحبوب ذنوب
أمــــره مـعــتـمـل مـمـتــثـل ~ في ضـلـوع قـد بـراهـا وقـلوب
حـكـم اللـحـظ بـه واحـتـكـما ~ لـم يـراقب في ضعـاف الأنفـس
يُـنـصف المظلوم ممن ظـلما ~ ويـجـازي الـبر منهـا والمـسي

***
ما لقلبي كلما هبـت صــبـــا ~ عا ده عـيد مـن الشوق جديـــــد
جلـب الهـم لـه والوصـبــــا ~ فهو للأشجان في جهـــد جهـيد
كان في اللوح له مكتـتبــــا ~ قــولـه : إن عــــذابي لـشـديـد
لاعج في أضلعي قد أُضرما ~ فهي نار في هشيـــــم اليــبـس
لم يدع في مهجتي إلا ذمـــا ~ كـبقـــاء الصبح بعــد الغـــلس

***
سلـمي يــانفـس في حـكـم الـقـضــا ~ واعـمري الوقت برجعـى ومتاب
ودعــي ذكــــر زمـــان قـــد مضــى ~ بين عـتبى قــد تقـضت وعـتـاب
واصرفي القول إلى المولى الرضى ~ مـلهـم التـوفـيق فـي أم الكـتـاب
الـكــريـم المنتهـــى والمنتمـــــى ~ أســـد السرج وبـدر المجـلـــس
يـنزل النصـــر عـليـه مـثلـمــــــا ~ ينــزِّل الـوحـــــي بروح الـقـدس

***
مصطــفى الله سـمي المصطـفى ~ الـغــني بـــالله عــن كـل أحــــد
مــن إذا مــا عـقــد العـهــد وفى ~ وإذا مــــا فـتـح الخطـب عـقـــد
مــن بني قـيـس بن سعـد وكفى ~ حيث بيت النصر مرفوع العـمد
حيث بيت النصر محـمي الحـمى ~ وجـنى الفـضل زكـي الـمغـرس
والـهــوى ظــل ظـلـيـل خـيـَّمــــا ~ والـنــَّدى هــبَّ إلى المـغــتـرس

***
هـاكهـا يـاسـبـط أنصــار الـعلا ~ والــذي إن عــثر الـدهر أقـال
غــادة ألـبسهـــا الحســن مــلا ~ تـبـهـر العـين جـــلاء وصقـال
عـارضـت لفـظــاً ومعنى وحلى ~ قـول مـن أنطقه الحب فـقـال :

((هـل درى ظبي الحمى أن قـد حمى ~ قـلب صب حـله عـن مكـنس))
((فـهــو في حـــرِّ وخـفــقِ مـثـلـمــا ~ لعـبت ريـح الصـبــــا بالقـبس))

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق