الجمعة، 27 مارس 2009

فن الموشحــات

فن الموشحات هو فن أندلسي خالص ، عرف به أبناء الأندلس ومنهم انتقل متأخراً إلى المشرق وبالتحديد بلاد المغرب العربي .... ويختلف بناء الموشح عن القصيدة العربية المعروفة من حيث بناء الأبيات وترتيبها .. ويتألف الموشح من أجزاء مختلفة يكوّن مجموعها بناء الموشح الكامل ... وقد سمي هذا الفن بالموشح لما فيه من ترصيع وتزيين وتناظر وصنعة وذلك تشبيها له بوشاح المرأة المرصع باللؤلؤ والجواهر .
من أجمل الموشحات الأندلسية .. وكان ينسب إلى ابن المعتز ولكن الحقيقة أن صاحبه هو الحفيد بن بكر بن زهر الذي نبغ في الطب والأدب والسياسة في وقت واحد..
وعشقي للموشحات بدأ مبكرا .... كان أبي ( رحمه الله ) يتغنى بأبيات جميلة ...عرفت فيما بعد وبعد بحث في كتب الأدب أنها من موشح أندلسي .. كان موشحا دينيا في شكل غزلي ...
لم تكن معاني الكلمات واضحة في ذهني آنذاك ... وبعد أن كبرت قليلا وبعد بحث في كتب الشعر العربي عرفت أن هذا النوع الشعري يعرف بالموشحات ... وأن الموشحات عرفت في الأندلس حيث الحياة الناعمة اللطيفة الموشحة بالطبيعة الخلابة قد أوجدت في نفوس الشعراء القادمين من الصحراء طراوة ونداوة تسببت في إيجاد أنواع جديدة من الشعر الذي لم يكن موجودا في الشعر العربي ..
هذا الموشح مشهور جدا أنشده الكثير من المنشدين المغاربة والمشارقة .. وبعض المطربين استقطع أجزءا منه للتغني بها ...
أيها الساقي إليكَ المشتكَى قد دعوناك وان لم تسمـعِ

ونديمٍ همــتُ في غُـرّتِــهِ
وبشرب ِ الراح ِمن راحتِه
كلمـا استيقظ من سُكرَتِهِ
جذبَ الزقَّ اليــهِ واتـّكــا وسقانـي أربَعـًا في أربَع ِ

غصنُ بان ٍمالَ من حيثُ النوى
ماتَ من يهواه من فرط ِالجوى
خَفِقُ الأحشاء ِ مرهونُ القوى

كلما فكَّـــر في البيـْـن ِ بكــى
ويحـــه يبكي لمــا لم يقـــــع ِ

مالِ عينــي عَشِـيَتْ بالنظــر ِ
أنكرَتْ بعـــدكَ ضــوءَ القمـر ِ
فإذا ما شئتَ فاسمَعْ خبـري

عشِيت عينايَ من طول ِ البكا
وبكى بعضي على بعضي معي
ليس لي صبـرٌ ولا لي جَلَـدُ
يالـقومي عذلوا واجتهدوا
أنكروا شكوايَ ممّا أجـِــدُ
مثلُ حالي حقًّها أنْ تشـتـكـي كـمـدَ اليأس ِ وذُلَّ الطَـمَـعِ
كبـدِي حرّى ودمعي يكـِفُ
تعرفُ الذنبَ ولا تعتـرِفُ
أيـها المعرِضُ عما أصِـفُ
قد نما حُبـِّي بقلبي وزكا لا تـخـلْ في الحبِّ أنـّي مدَّعِـي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق